قراءة في مضامين بعض الصحف المغاربية لليوم

اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، بالعديد من القضايا المتنوعة من بينها الجدل الدائر داخل "جبهة التحرير الوطني"، ومسار المشاورات السياسية بعد سحب الثقة عن حكومة الحبيب الصيد، وآفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة في تونس.
ففي الجزائر ذكرت صحيفة (لوسوار دالجيري) بالنداء الذي وجهه عدد من المجاهدين "النزهاء والمخلصين"، مطالبين فيه برحيل الأمين العام ل"جبهة التحرير الوطني" عمار سعداني، ومنددين بشدة بالوضع الذي آل إليه الحزب الذي وقع في يد "شرذمة من الانتهازيين والمغامرين جعلوا منه تجارة مربحة، ضاربين عرض الحائط بالنص المؤسس لهذا الكيان السياسي الذي تمخض عن عملية طويلة وشاقة".
واعتبرت الصحيفة أن الأمر "أكبر من أن يلتف عليه سعداني، فالموقعين على هذا النداء ليسو أعضاء بهيئات تنظيمية داخل بالحزب حتى يتم اتهامهم بكونهم يسعون إلى الوصول إلى مناصب أو الحصول على امتيازات ...".
وأكد كاتب المقال أن سعداني، الذي يتعرض لموجة من الانتقادات الداخلية، "يرى نفسه هذه المرة وقد أهين من قبل مجاهدين قدماء، وهو ما يعتبر داخل جبهة التحرير أكثر من خارجها استهدافا وإهانة لأمين عام".
وتحت عنوان "أنقذوا جندي جبهة التحرير"، سجل المحرر في صحيفة (لوكوتديان) أنه إذا كان سعداني قد تعرض لانتقادات واستهداف في مناسبات عدة في وقت اعتقد فيه الجميع انه انتهى، فإنه سرعان ما عاد من جديد، مكسرا فترات صمته الطويلة التي لا يعرف سره سواه".
وتساءل المحرر "هل ستكون هذه المرة مختلفة عن سابقاتها ؟ يأمل مناهضوه التخلص من حضوره الثقيل، منتقدين هيمنته على الحزب"، مضيفا أن "الكثيرين يتهمونه بقربه من جناح قوي في السلطة السياسية".
صحيفة (الشروق) أشارت إلى بيان للمكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني، اعتبر فيه أن ما قام به الموقعون على النداء "مؤامرة سياسية على الحزب ومحاولة لزعزعة استقرار البلاد ..."، مؤكدا تمسكه بـ"القيادة الشعبية التي أفرزها المؤتمر العاشر، المتمثلة في الأمين العام عمار سعداني".
في تونس، وتحت عنوان "رئيس الدولة حسم مزاد الخلافة على كرسي القصبة (مقر الحكومة) مبكرا"، كتبت صحيفة (الصباح) أن مرحلة الحبيب الصيد "انتهت بسيئاتها ومزاياها لتفتح الباب لمرحلة جديدة يتوقع أن يكون فيها يوسف الشاهد (وزير الشؤون المحلية في الحكومة التي سحبت منها الثقة قبل يومين)، رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية، وهو الذي اقترحه رئيس الجمهورية في أول جلسة مشاورات التأمت أمس في قصر قرطاج، بعد جلسة مجلس النواب التي تقرر خلالها عدم تجديد الثقة في حكومة الصيد".
وعلقت الصحيفة على هذا الاقتراح بالقول إن الرجل "يفتقد إلى تاريخ سياسي أو نضالي يذكر، ما عدا ترؤسه للجنة ال13 التي كلفها وقتها رئيس الجمهورية بمهمة إنقاذ حزبه وإنهاء مرحلة التطاحن داخل الحزب الحاكم +نداء تونس+"، مضيفة أنه "رجل هادئ ومسالم وأقرب الى شخصية إدارية منها إلى شخصية ذات توجهات وخلفيات فكرية واديولوجية".
وأضافت الصحيفة أن اسم الشاهد لن يمر "دون موافقة من حركة النهضة، وموافقة القوة الاجتماعية الأولى في البلاد الاتحاد العام التونسي للشغل"، معتبرة أنه بعد مرحلة اقتراحه من قبل الرئيس، يتعين أن يحظى الشاهد اليوم بموافقة الأطراف الأساسية، خصوصا في مرحلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة".
في سياق متصل، أشارت صحيفة (المغرب) الى أن الرئيس الباجي قائد السبسي اقترح خلال اجتماع بقصر قرطاج اسم وزير الشؤون المحلية لرئاسة الحكومة الوحدة الوطنية، طالبا من الموقعين على "ميثاق قرطاج" بأن يمدوه باقتراحات بديلة إن كانت لديهم اعتراضات على هذا الرأي.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس برر اقتراحه بضرورة "التشبيب الفعلي، ونقاوة الرجل مما يؤهله لمحاربة الفساد ...".
من جهتها، كتبت صحيفة (الصحافة)، في افتتاحية العدد، أن حكومة الصيد أصبحت منذ يوم أمس "حكومة تصريف أعمال"، وهي لذلك مطالبة ومخولة دستوريا بتسيير شؤون الحكم والدولة إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفة أن الوفاق النسبي حول مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية "سيعرف بعض التصدع، وأن بعض الأحزاب ستنسحب والبعض الآخر سيتململ، وذلك بسبب عدم الموافقة على اسم رئيس الحكومة أو لعدم رضى هذه الأحزاب عن حصتها في الحكومة الجديدة".
وتحت عنوان "استشراء الفساد، انهيار الاقتصاد، تدهور المعيشة وغلق باب التنمية: ملفات حارقة تنتظر الحكومة الجديدة"، توقفت صحيفة (الشروق) عند الرهانات والتحديات المطروحة أمام حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة.