معهد أمريكي: أردوغان يدفع بالديمقراطية التركية نحو الكارثة
أكد معهد واشنطن أن تركيا ستكون أقل حرية وأقل ديمقراطية بعد محاولة الانقلاب الفاشل بتركيا، وأنه لو انتصر الجيش في محاولة الانقلاب، لأصبحت تركيا دولة قمعية يترأسها الجنرالات، وإذا ما انتصر الرئيس طيب رجب أردوغان أردوغان، فستصبح تركيا أكثر قمعية".
وأفاد المعهد البحثي الأمريكي، الذي يقدم نفسه على أنه يسعى لتعزيز فهم متوازن وواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ودعم السياسات التي تضمن سلامتها، بأنه "منذ وصوله إلى السلطة في 2003، أدار أردوغان البلاد بقبضة متسلطة، بتضييقه الخناق على المعارضة وحرية التعبير ووسائل الإعلام".
وقال سونر چاغاپتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، إنه بعد أن كان أردوغان في البداية إصلاحياً يسعى لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، في أعقاب الانتصارات الانتخابية سنتي 2007 و 2011 على أساس الحكامة الاقتصادية الجيدة، تحول أردوغان إلى محافظ ومتسلط.
وبحسب المصدر، فإن جزء من نجاح أردوغان الانتخابي يعود إلى الأداء الاقتصادي الإيجابي للبلاد، إلا أن إستراتيجيته الأخرى الأكثر فظاعة كانت تشويه سمعة الجماعات المعارضة، مبرزا أن أردوغان حقق الانتصارات الانتخابية من خلال الحملات القمعية العنيفة التي شنها ضد متظاهري "منتزه غازي"، واليساريين، والليبراليين، والعلمانيين، والاشتراكيين الديمقراطيين.
ووصف الباحث محاولة الانقلاب بأنها "خبر سيئ للديمقراطية في تركيا"، وأردف بأنه من المتوقع أن يلاحق أردوغان مدبري الانقلاب، وهي خطوة مشروعة، إلا أنه سيعمل أيضاً على قمع جميع الانشقاقات والمعارضة، وسوف يقبل أنصار أردوغان الظلم باعتباره السبيل الوحيد لمنع الانقلابات في المستقبل".
وتوقع المعهد البحثي الأمريكي أن يجد خصوم أردوغان صعوبة بشكل متزايد، إن لم يكن من المستحيل معارضة الرئيس التركي ديمقراطياً، وسوف يختار البعض أن يكونوا عنيفين، ويتحوّلوا نحو الجماعات المتطرفة مثل "حزب العمال الكردستاني"، وجماعات أخرى في البلاد".
وأبدى المعهد قلقه من مخاطر تهدد استقرار تركيا، بدليل أن "محاولة الانقلاب شملت قسماً من الجيش فقط، مما يشير إلى وجود انقسامات خطيرة في مؤسسة حافظت على تضامنها، في ظل الانقلابات السابقة، ومكافحة التمرد المرير"، مضيفا أن "الانقلاب سيؤدي إلى القضاء على الدعم الحكومي والشعبي للجيش".
واستطرد الباحث بأن محاولة الانقلاب ستسفر عن تعميق التصدعات الاجتماعية في تركيا، فالانقلاب الفاشل سوف يؤدي إلى زيادة التحول نحو فترة السبعينيات، التي كانت سنوات مظلمة عانت خلالها البلاد من حرب شبه أهلية بين الجماعات المسلحة اليمينية واليسارية وقوات الأمن، أفضت إلى مقتل آلاف الناس.
وأورد المعهد أن تكلفة ما جرى تتمثل في تقسيم تركيا، البلد الذي تضرر بعد أن شهد 11 هجوماً إرهابياً في غضون الأشهر الستة الماضية فقط، هجمات شنها "حزب العمال الكردستاني"، وتنظيم "الدولة الإسلامية"، والآن مؤامرة الانقلاب الرهيبة"، متابعا بأن "البلد الممزق بين المؤيدين لأردوغان والمعارضين له معرض لمزيد من العنف".
وخلص المعهد إلى أن أردوغان دفع بالديمقراطية التركية إلى حافة الكارثة قبل وقوع الانقلاب، بينما الضباط الذين قاموا بالانقلاب دفعوا بالديمقراطية التركية إلى الهاوية، ومن أجل إنقاذها سوف يتطلب الأمر وجود قادة في تركيا يستطيعون القيام بذلك، إلا أن هؤلاء غير موجودين في البلاد حالياً"