خديجة .. محكومةٌ سابقةٌ بالإعدام تغادر سجن طنجة بعفوٍ ملكي
أخيرا، تنفّست خديجة أمرير، البالغة من العمر 43 سنة، نسيمَ الحرّية، بعد أن دخلت سجن "سات فيلاج" بطنجة وهي في الواحدة والعشرين من عمرها.
ونظرا لحسن سلوكها وسيرتها داخل السّجن، استفادت خديجة من العفو الملكيّ ثلاث مرّات، إذ تمّ تحويل عقوبتها من الإعدام إلى المؤبّد، ثمّ من المؤبّد إلى المحدّد، قبل أن يقلّص آخر عفوٍ من عقوبتها المتبقية بمقدار سنتين، وتعانق الحرّية مساء الاثنين 1 غشت.
وبحضور محمّد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وسلمى الطود، رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، خطت خديجة أولى خطواتها خارج السجن وعلى وجهها ابتسامة كلّها أمل وثقة.
وفي تصريحٍ بمناسبة هذه اللحظة الإنسانية، قالت خديجة: "دخلتُ السجن إنسانة وها أنا أخرج منه إنسانة أخرى..ظللتُ صامدة ومتسلحة بالصبر واليقين حتى جاءت هذه اللحظة التي يصعب أن يتصوّر أي شخص ماذا تعني لي. لقد كنت متأكدة أن هذا اليوم سيأتي.. أشكر الملك محمد السادس على العفو الذي منحني حياةً جديدة؛ كما أشكر المجلس الوطني لحقوق الإنسان على كلّ مجهوداته".
وأضافت خديجة: "أشكر كل من دعمني نفسيا ومعنويا داخل السجن..لقد كان النزلاء والعاملون بمثابة أسرةٍ لي، وأريد أن أطلب ممّن تركتهم وراء القضبان ألا يفقدوا الأمل في معانقة الحرية يوما".
خديجة أمرير كانت نموذجا فريدا داخل السجن، سواءٌ من خلال سلوكها وأخلاقها، أو من خلال حصولها على شهادة حفظ القرآن كاملا عن المجلس العلمي للمدينة، وعلى دبلوم في الخياطة وآخر في الحلاقة، مُصرّةً على نظرتها المتفائلة للحياة رغم كل ما مرت به.
أما أسرة خديجة فتتكوّن من ابن يشتغل في مجال الفندقة، وابنة تواصل دراستها في السنة الثانية من الجامعة، وأبٌ يبلغ من العمر 103 سنوات، وكلّهم في انتظارها بمدينة الدار البيضاء.