"ضمير" تنتقد "فتنة بنكيران" و"طلب أردوغان"
عبّرت الفعاليات الثقافية والفكرية الملتئمة ضمن حركة "ضمير" ذات التوجه الحداثي عن تنديدها بما وصفته الابتزاز السياسي والتهديد بالفتنة الذي كشف عنه رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بتأكيد فوز حزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات التشريعية القادمة، و"أنه في حالة عدم فوز حزبه، فإنّ استقرار البلاد سيكون مهدّدا".
واعتبرت الحركة، ضمن بلاغ لها توصلت به هسبريس، تصريحات بنكيران "لا تنسجم مع مبدأ الاحتكام إلى صناديق الاقتراع؛ إذ يدخل في باب التهديد بالفتنة، واستعمال وسائل ضغط غير مشروعة"، مشددة على أن حياد الدولة، وخاصة وزارة الداخلية، يبقى أمرا ضروريا "يشكل ضمانا لنزاهة الانتخابات، وأن معيار هذه النزاهة لا يتمثل في نجاح هذا الحزب أو ذاك".
وفي صلة بالانقلاب العسكري الفاشل في تركيا وتسليم سفارة أنقرة بالرباط لمسؤولين مغاربة وثائق تثبت حجم تواجد جماعة "فتح الله غولن" بالمغرب لاتهامها بتدبير المحاولة الانقلابية، استنكرت الفعاليات الحداثية ذاتها دعوة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المغربَ إلى إغلاق مدارس خصمه السياسي فتح الله غولن المتواجدة بالمغرب، معتبرة الدعوة "مسا غير مقبول بسيادة المغرب واستقلاله".
ودعت "ضمير" رجب طيب أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" إلى سحب دعوته الموجهة إلى المغرب، والتي لم تتم، إلى حدود الساعة، بشكل رسمي، و"عدم الخلط بين الدولة المغربية ذات سيادة وبين تواجد حزب العدالة والتنمية الإسلامي في الحكومة"، في إشارة إلى صلة التقارب التي تربط حزبي "العدالة والتنمية" في كل من تركيا والمغرب.
وتابع المصدر مواقفه الاستنكارية لتطال أيضا ما ترتب عن محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا "من أعمال انتقامية تجاوزت حدود القانون، وتحولت إلى حملة تطهير للمؤسسات من الموظفين الحاملين لتوجه سياسي أو فكري لا يرضى عنه رئيس الحكومة أردوغان وحزبه"، معتبرا أن التخلص من أزيد من 60 ألف موظف في الدولة "عملية انتهازية مخالفة للمنهجية الديمقراطية في التعامل مع الانقلاب ونتائجه".
"ضمير" استغربت امتناع السلطات المغربية عن الترخيص بتنظيم "حزب البديل الديمقراطي" لمؤتمره التأسيسي، واصفة هذا المنع بالخرق السافر للدستور، "الذي ينص على حرية التنظيم وتأسيس الجمعيات والأحزاب، وتدخلا في شؤون المشهد الحزبي وفي الخلافات بين التيارات المختلفة، مما يُخلّ بمبدأ حياد مؤسسات الدولة في هذا الجانب".
كما عبرت الفعاليات ذاتها عن أسفها لاتخاذ دول إفريقية صديقة مواقف ضدّ عودة المغرب إلى منظمة الوحدة الإفريقية، عبر تشبثها بعضوية جبهة البوليساريو في المنظمة الإفريقية، في إشارة إلى دول مصر وتونس إلى جانب الجزائر وموريتانيا التي امتنعت عن التوقيع على عريضة عزل الجبهة الانفصالية، "رغم أنها لا تتمتع بمقومات الدولة القائمة والمعترف بها"؛ حيث دعت الحركةُ المسؤولين إلى القيام بحملة دبلوماسية لدى هذه الدول "لتوضيح موقف المغرب، وإلى تقوية سياسته الإفريقية وتوسيعها".